ذاك هو


الحب حالة شعورية تجمع العديد من المتناقضات
تتألم برضا تتذوق العسل مراً تتنعم بعذاب
قمة الإحساس بالكرامة وقمة الإحساس بنسيانها تمتلك العالم وتتنازل عنه لمن تحب

ماذا يمكن أن تسمي
عجز منطقك عن الإدراك ...عجز لسانك عن النطق ....عجز قلبك عن أن يتحمل خفقانه

ذاك هو الحب
ولكن .... لابد و أن يكون مظلل بشرع الله

الجمعة، ٤ يونيو ٢٠١٠

الوهج

و كأن مضجعه قد تحول لمستوطنة من الأشواك ،
لا يملك لجنبيه رقاد فلا يكاد يستقر على جانب
حتى يتململ ليستلقي على ظهره ناقلاً نظره من
أفق غرفته المظلمة إلى سقفها المتوسط العلو
ثم يتجه بنظره لتلك الساكنة في نوم عميق بجواره.

لم تطأ عيناه للنوم مسلك ، أعيته المحاولات حتى ضجر
فاعتدل جالساً يغلب على وضعه الاستلقاء
ورفع وسادتيه ليتكئ عليهما بأحد ساعديه
مولياً ظهره لجارته بالفراش .

امتدت يده بجوار فراشه و أضاء نور قراءته
ولم ترتد إليه يده خالية ففي حركة هادئة
هدوء الاعتياد التقطت أنامله علبة سجائره
بصحبة علبة الثقاب.

تناول واحدة منها و أشعل عود ثقاب
أشعل به مقدمة سيجارته وبمساعدة نفس عميق منه
أحال تبغها إلى لهيب أحمر ثم نفث دخانها
مراقباً إياه في فضاء مظلم .

انتبه من مراقبته لآخر ما يدرك من ذرات الدخان
على حركة بجواره فإذا بجارته تمارس خفايا النوم
فتتقلب متجهه بوجهها في مقابلة ظهره
ملقية ذراعها فوق جسده ،
في صمت تناول الذراع و أرخاه فوق الفراش .
اعتدل مرتكناً بظهره على الوسادتين ناصباً رأسه
موازية لحافة سريره ملتفتة إلى جارته
معلقة النظر بذاك الوجه ، تلك الملامح ،
وتلك العينان المسدلة أستارهما.

تعلق نظره بعيناها بشدة ودّ لو تمتد يده لترفع أستارهما
ليبحث عنه ، هذا الذي رآه فيهما اليوم و لم يعتده منها
إلا في لحظات دون غيرها.

ابتسم ابتسامة حزن ونظر لسيجارته بين أصابعه
فوجدها وقد خبا وهجها فالتقطها بشفتيه
وتنفسها بعمق فتوهجت بشدة بلهيب أحمر نارى
و أخرجها من بين شفتيه ونفث دخانه
ولكن هذه المرة لم يراقب الدخان
فقد نصب سيجارته قائمة طرفها المتوهج لأعلى
مُتَابِعْه وقد بدأ الوهج يخبو منه سريعاً منذ أن فارقت شفتيه،
فهي لا تتوهج سوى بين شفتيه حين يتنفسها ،
والتفت ثانية لجارته وتذكر ذلك الوهج بعينيها.

ذاك الوهج الذي لا يراه منها إلا في لحظاتهما الخاصة جداً
لحظات تجمعهما بحكم الرابط بينهماحينها فقط يرى هذا الوهج،
ولم يكونا حينها في لحظة من تلك اللحظات.

رآه بعينيها لحظة دخول ضيفهما اليوم إلى منزلهما،
لقد رأى هذا الوهج ، إنه يعلمه منها جيداً
وقد ازداد وكادت عيناها تشعان به
حين صافحها هذا الضيف، جارهم في السكن القديم
جاء لتهنئتهما على مسكنهما الجديد

تمت

في 4 / 5 /2010

هناك ٦ تعليقات:

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

اهلا جميلة

بحق انا مذهول مما قرات والله ليست مجاملة بل فعلا منبهر بهذه الدقة العجيبة فى قدرتك على الجمع بين الوصف الدقيق للصورة المتخيلة مع الوصف الادق للمشاعر المختلجة
راااااااائعة ياجميلة هذا ابداع بحق


ما اروع المقارنة بين توهج السيجار وتوهج تلك الزوجة بنفس الطريقة تحت عزف الجسد وفقدان الروح ثم تصوير تلك الخيانة الخفية بتوهج عينها لغير ذاك المتألم بجوارها

شخصياًشعرت بمأساة الرجل بتلك الإشارة اللطيفة جدا
(في صمت تناول الذراع و أرخاه فوق الفراش .

كانت جملة كفيلة بنقل مشاعر الحزن والغضب والألم
...
تحياتى لشخصك وقلمك
.......
نورالدين محمود

ما علينا يقول...

اهلا نور الدين محمود
أهلا بفارس القلم المبدع


تُعجزنى كلماتك عن الإتيان بحرف في مقابلها
أغدقت على كثيراً باطراءك هذا أخي نور الدين

فما أنا إلا حابية في عالم القصة

لك في الصياغة درب صعب مسلكه
أغبطك دائما على قدرتك الفائقة
على العزف بالحروف

ورؤيتك الصادقة لفحوى النصوص

فتلك القصة حاولت قارئة صديقة
أن تلتمس لخائنتنا هذه عذرا

!!!!!!!

وهل للخيانة دافع يبررها ؟؟؟


وعلى الجانب الآخر

طالبني قارئ أن أكمل لأصور
ما يختلج بداخل هذا المتألم أكثر و أكثر

أتعتقد أن هناك ما يمكن أن يقال

أليس من الرفق به أن نتركه هكذا
وكفاه أننى نكأت جرحه هكذا

نور الدين
سعيدة انا بكلماتك فخورة بها أخى

جزيت كل الخير

حنــان يقول...

السلام عليكم
ما علينا

مبروك المدونة الجديدة
:))

"وهج"
العنوان موفق جدا.. ساستعيره منك :))

هي..
خائنة؟.. و هذا ما تراءى لي في ما بين السطور
مضلومة؟.. و هذا ما تراءى لي في ما وراء السطور
احتاج لقراءة ثانية بذهن صافي :)))

على كل .. لا اعذار، يمكن ان تبرر الخيانة، حتى الضلم.. لا ضلم يقع ابدا ابدا يمكن يبرر وقوع الخيانة ايا كانت.

هو..
هههههه الحقيقة لم احبه ابداااا
لا ادري لما بدا لي انه لا اعرف.. ما حبيتوش و بس ههههههه
هو مهمل.. و للغاية.. و ربما يكون هذا ما اوصلهما لهذه الحال التعيسة..

المشكلة .. انا لم اره متالما ابدا..
ربما فعلا احتاج لقراءة اخرى
:))

حلوة القصة ما علينا
احببتها
احببت السابقة ايضا، بل
احببتها جدااا

واصلي يا فتاة..
كما قال الاخ نور الدين محمود: "راااااااائعة ياجميلة هذا ابداع بحق" :))))

ساعود بعد الفاصل

اختك حنان

ما علينا يقول...

حنان

أهلا بالنور كله
أضأت المكان وزدتيه شرفا عزيزتى حنان

الله يبارك فيكِ عزيزتى

ويارب ترضى عننا وتفتحى مدوناتك
==================

كل ما هو مسطور هنا رهن اشارتك غاليتي حنان
استعيري ما شئتى فلحروفي الفخر كله أن تستعيريها

========================

أتفقنا على خيانتها
فذلك لامناص منه
ولكن كيف هى مظلومة؟؟؟؟؟

ولماذا هو مهمل؟؟؟

ولماذا ليس متألم ؟؟؟؟

منتظرة عودتك بشغف حنان
فانا أعشق تجوالك مابين السطور

منتظرة اجاباتك لتساؤلاتى

متلهفة حقا لرؤيتهما من زاويتك

فى انتظار عودتك انا

==================

سعيدة ان القصة أعجبتك
وأيضا سابقتها

رغم ان الوهج هى الأقدم في الكتابة

كلتاهما ضمن عشرة قصص أخرى كتبتهم خلال 3 أسابيع تحت ضغط المشاركة في مسابقة بأحد المنتديات

ولا اعتقد انى ممكن اكتب تانى

اصل انا مش بادى نتيجة غير تحت ضغط
زى الغالبية العظمى

===================


منورانى اختى العزيزة وفي انتظارك

حنــان يقول...

السلام عليكم
ما علينا
:)))
يعيشك ما علينا
ربي يخليك :)))

انا شكلي هكا (كدا) هرغي كثير،
و كمان ثمة تدوينة جديدة :))
انا الاحسن اروح اعمل شااااي و ارجع
تشربي معايا؟؟

هرجع ثالث
:))

ما علينا يقول...

حنان


ياريت طيب والله حالا نفسي اشرب شاى

ومنتظراكِ

ولا أقولك تعالى انا هاعملك شاى هنا أسرع