ذاك هو


الحب حالة شعورية تجمع العديد من المتناقضات
تتألم برضا تتذوق العسل مراً تتنعم بعذاب
قمة الإحساس بالكرامة وقمة الإحساس بنسيانها تمتلك العالم وتتنازل عنه لمن تحب

ماذا يمكن أن تسمي
عجز منطقك عن الإدراك ...عجز لسانك عن النطق ....عجز قلبك عن أن يتحمل خفقانه

ذاك هو الحب
ولكن .... لابد و أن يكون مظلل بشرع الله

الأربعاء، ٣ نوفمبر ٢٠١٠

وجه الحياة



نظر كل منهما للآخر في حالة واهمة من أن هذا الآخر لا يشعر بتلك النظرات
وكانت الدهشة هي سيدة الموقف بدايةً
فكل منهما يتعجب أنه وجد من يشاركه الاعجاب بهذا الموقع
وفي هذا التوقيت من العام
وفوق ذلك أن ذلك الاعجاب لنفس الغرض وهو للرسم .

فكل منهما يحمل ادواته مما يدل على امتهانهما للرسم أو ممارسته كهواية
وفي كلتا الحالتين فجميل أن يجد المرء من يتشارك معه نفس الهواية .

و كان ما يزيد الأمر عجباً أنهما يلتقيان دائماً دون اتفاق أو ترتيب
فلا تربط بينهما أى علاقة غير الرسم وبرغم عدم ثبوت موعد ذهاب كلاهما لذلك الموقع كل يوم بعد إلا أن التقاءهما كان ثابت وكان هذا مدعاة لتعجب كل منهما مما رسخ لدي كل واحد منهما ان الآخر يطارده ولاقي هذا الخاطر ترحيبا داخلياً لديهما .


موقع رائع حقاً لا يدرك روعته سوى من يمتلك حاستهما فتلك نقطة تمكن المرء من متابعة شروق الشمس حتى مغيبها فيشهد على ميلادها ويعايش معها دقائق حياتها اليومية إلى أن يوافيها المغيب فيقف ناظراً لشاهد قبرها في الأفق البعيد في ذلك الطقس الغني

ويبدو أن صديقينا كان هذا هدفهما فقد كانا كل يومين يبدءان رسم لوحة جديدة والغريب توقيتهما المتطابق
وبحكم الاعتياد مع سيطرة دهشة أولية من تطابق الاختيارات بدأت الابتسامات تولد على استحيا ويوم بعد يوم شبت عن طوقها حتى تحولت لتحية صباح ثم سؤال عن الأحوال وقلق مسيطر إذا غاب الآخر لا يزول إلا عند اللقاء التالي فتعود سكينة الاعتياد ... وهكذا حتى تسلمت الألفة السيطرة بدلا من الدهشة وانتشر أريج عابر
لراحة الوصول بعد إعياء البحث .


مرت أيام عديدة تشاركا فيها المكان والكلمات وتناثرت الضحكات هنا وهناك و أشاد كل منهما وأعجب بشدة باختيارات الآخر لأدوات رسمه والتى تكاد تكون متطابقة مع ادواته . تحادثا كثيرا وكل منهما سعيد بذلك الالتقاء الذي يمتد ليشمل كل شيء و ها قد وصلا للأيام الأخيرة حيث آن لهما أن يقفا على شاهد قبر ضوء الحياة فكان اللقاء عند المغيب .

"غداً نتبادل نقد عملينا "
هكذا وجهت له ابتسامتها محملة بتلك الجملة التقريرية واستقبلها بابتسامه أكثر حنواً وعين متعددة الكلمات ورد عليها
" فليكن غداً "

جاء الغد وأنهيا وضع لمساتهما الأخيرة من حركة فرشاة هنا او هناك و آن أن يشاهد كل منهما شمس الآخر .

كم كان احساس رائع يعترى كل منهما من مدى تطابق لوحاتهما الصباحية التى تشهد على ميلاد الشمس وحبوها في صباح كل يوم حتى شبت عن طوقها لتصل إلى كبد السماء فوق مياه بحر ساكن في شتاء دافئ .

بدأت الابتسامات الفرحة تكون مرسومة خلال رحلة الشمس فيما بعد وصولها لكبد السماء فقد بات جليا أن حركة فرشتيهما ملًت ارتياد نفس الدرب وآبت الألوان أن تتوحد في الجانبين

فقد بدأ بحره يفقد هدوءه شيئا فشيئا وبدأ قاربه المرسوم تتلاطمه الأمواج لوحة بعد لوحة وهو في اتجاهه
إلى أفقه البعيد لا تثنيه عربدة الموج من حوله و لا يستوقفه موت نبتاته الصغيرة التى كانت معه على قاربه رغم حزنه عليها ولكنه حزن قد يكون عابر أو مكتوم .

و كوجه مناقض للوحاته تلك ورغم أن بحرها ايضا فقد هدوءه شيئا فشيئاً إلا أنها احتفظت بقاربها على حاله منذ الصباح زهور تزينه ، نبتات صغيرة نامية نتيجة الرعاية الفائقة بها وبسقيها ، طيور مغردة في سماء يعتريها الغيام ولكنها قد توقفت بقاربها ورست به عند شاطئ ضحل ت تستكين الحياة على جزيرته .

عند هذه النهاية من عرض اللوحات المرسومة كانت الابتسامة قد غابت واستقرت نظرات حسرة خافتة على بعينيها و اتشحت عينيه بابتسامة توقع .

تبادلا التحايا وجمع كل منهما ادواته و جمع معطفه عليه وغادرا المكان مترجلين ليدور بينهما حديث مختلف بعيدا عن الرسم وادواته بعيدا عن هواياتهما المشتركة قريبا من الحياة ودرب كل منهما فيها إلى أن وصل بهم الطريق إلى مفترقه و لم يتفاجأ أى منهما حين اختلف الدربان

هناك تعليقان (٢):

جميله المصرى يقول...

السلام عليكم

كلماتك روعه كأنك تشاهد فيلم يعرض امام عينيك

استطعتى ان تجسدى الخيال من كلماتك

تسلم ايدك

دمتى متألقه دائما

ورده لعيونك

اختك جميله المصرى

ذو النون المصري يقول...

جميلة جدا القصة
كل عام انتم بخير